حقائق مثيره عن البومه
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
البوم بيعيش حياة قاتل مستأجر، خفي عن العيون معظم الوقت مع انه ممكن يكون قدامك، بيتحرك في
الليل أكتر من النهار، ومافيش فريسة تقدر تستخبى منه ولا تحس بيه وهو بينقض عليها، حتى أثار
الضحايا ما بيسبهاش وراه باستثناء عضم وفرو مش أكتر.
صغار البوم
________________________________________
يضع إناث البوم من ٣ لـ ٤ بيضات في المتوسط، وبيتعاون الذكور والإناث في رعاية البيض حتى
خروج الصغار، واللي بيفتقدوا في بداية عمرهم وجود أي ريش على أجسادهم، وبيكونوا أشبه بــ كرة
من القطن طالعلها وجه وسيقان في صورة أقرب للدمى.
وبتراعي البومة صغارها لغاية ما ينمو ليهم ريش ويقدروا يطيروا لوحدهم، وهي الفترة اللي بتستمر
من أسابيع معدودة لبضعة شهور حسب نوع البوم، وفي الفترة ده بتواظب الأم على توفير الطعام
لصغارها، واللي بيتركز على اللحوم، وبتنتبه البومة لتقطيع اللحم لقطع صغيرة ومناسبة يستطيع
الصغار أكلها.
وبعد ما يكبروا شوية ويسيبوا العش بيعيشوا غالباً بالقرب من أهلهم في نفس الشجرة، وعامة فالبوم
غير معتاد على بناء أعشاشاً متقنة الصنع، وغالباً ما بيستخدم أعشاش الطيور الأخرى أو التجاويف في
الأشجار والكهوف أو حتى جحور تحت الأرض بخلاف الحظائر.
السمع.
_______________________________________________________________________________
مش معنى ان الحيوانات بتقدر تجري من مفترسيها، انها تقدر تستخبي منهم، وتحديداً لما يكون المفترس بيمتلك حاسة سمع عالية، والبومة بتقدر تميز صوت حركة فرائسها من على بعد حتى لو كانت مختبئة في أشجار أو تحت الثلوج، والحقيقة ان وجه البومة ممكن اعتباره أذن عملاقة، مع ريش مميز بيُحيط بعينيها بيعمل على توجيه الأصوات القادمة ناحيتها لفتحات الأذن، وبعض أنواع البوم بيمتلك أذُنان غير متساويان في أماكنها، بمعنى أن واحدة بتكون أعلى من التانية، وكل أذن بتستقبل زاوية الصوت ودرجته بصورة مختلفة بعض الشئ، وهو الأمر اللي بتميزه البومة بأدق تفاصيله وبيساعدها في تكوين خريطة سمعية ثلاثية الأبعاد للمنطقة المحيطة بيها، وتحديد مصدر أي صوت مهما كان ضعيف.
غذاء البومه.
_______________________________________________________________________________
جميع أنواع البوم هي من الطيور الجارحة الأكلة للحوم، وبتعتمد بشكل رئيسي على حمية من الطيور والحشرات والقوارض الصغيرة زي الفئران والأرانب، ومنهم أنواع بتصطاد الأسماك، وبما ان البوم منتشر في كل أنحاء العالم تقريباً، فــبتشهد مهاراتهم وخصائص الصيد بعض الاختلافات من نوع للتاني، لكن الأسلوب العام في الصيد مشترك بين جميع الأنواع بالاعتماد على الصفات والمهارات الأساسية عندهم، وأسلوب البوم في عملية افتراسه بيعتمد في الأساس على قبضته ومخالبه القوية، بيمتلك البوم ٤ مخالب حادة في قدميها ٢ في الأمام و2 في الخلف، وتعتبر قبضتها هي الأقوى بين كل الطيور الجارحة، وأقوى ٨ مرات من قبضة الإنسان، وبتمسك البومة فريستها وتقضي عليها تماماً، واعتماداً على حجم الفريسة يا إما تقطعها لو كانت كبيرة،أو تبلعها بالكامل وتهضمها لو كانت صغيرة، وبعدها تلفظ قطع العظام والفرو اللي مابتقدرش على هضمها، وبتكون هي كل الأثر اللي بتسيبه البومة وراها من فريستها.
عيون البومه.
_______________________________________________________________________________
العيون المتسعة للبوم بتحسن من كفائتها بشكل كبير وتحديداً في ظروف الإضاءة الخافتة وده بيحسن من الرؤية الليلية للبوم، وبيمتاز البوم بــ بُعد نظر بيساعدهم على رصد أهدافهم من مسافة بعيدة، لكن بالقرب منهم بتكون الصورة مش واضحة، علماً بأن البوم لا يمتلك مقلة عين ولكن أنابيب طويلة متصلة بالجمجمة ومثبتة في المقدمة بحلقات اسمها الحلقات الصلبة، وهو ده السبب اللي بيخلي عيون البومة ثابتة ما بتتحركش يمين ولا شمال، وموجهة فقط للأمام، وتمتلك البومة ثلاثة جفون اتنين منهم طبيعين واحد علوي وأخر سفلي، العلوي بيقفل مع رمش البومة، والجفن السفلي بيقفل أثناء نوم البومة، الجفن التالت بقى هو غشاء رقيق بيُغلق بشكل قطري عبر العين من الداخل للخارج، والعملية ده بتنضف سطح العين للبومة وبتحميها.
دوران رأس البومة.
________________________________________________________________________________
بتعوَّض البومة عدم قدرتها على تحريك عيونها الموجهة للأمام بس، عن طريق تدوير راسها بشكل عجيب، وبالرغم من الإعتقاد الشائع ان البومة بتقدر بتلف راسها دايرة كاملة إلا انها في الحقيقة بتقدر تحركها بزاوية تصل لـ ٢٧٠ درجة لليمين أو لليسار، يعني تقريباً ¾ دايرة كاملة، وبالمقارنة.. فالإنسان – في النطاق الطبيعي – بيحرك راسه بزاوية مقدارها من ٨٠ لـ ٩٠ درجة تقريبا بدون ما يسبب أذى لنفسه، وبيساعد البومة في العملية ده امتلاكها لـ ١٤ فقرة في منطقة العنق وهي ضعف عدد الفقرات عند الإنسان، وبالتالي بيكون عندها مرونة أكتر في حركة رقبتها،بجانب ان عندها نظام خاص من الأوردة الوداجية اللي بتحمل الدم من الرأس بتشتغل مع الأوعية الدموية بالشكل اللي يسمح للبومة بتدوير راسها بدون إعاقة لإمدادات الدم بالدماغ والتأثير على حركة الدورة الدموية.
الطيران بصمت.
_____________________________________________________________________________
من أخطر المزايا اللي بتنفرد بيها البومة هي قدرتها على الطيران بدون أي صوت تقريباً، وبتقدر تنقض على فرائسها بما فيهم أصحاب حاسة سمع عالية بدون ما يشعروا بيها على الإطلاق، وده على عكس المعروف عن الطيور أصلاً وبعكس المنطق، لأن بطبيعة الحال الطائر بيحتاج يرفرف بجناحاته عشان يطير وطبيعي يصدر عنه ضجة، فــ ازاي البومة بتقدر تطير في صمت تام بالشكل ده؟ وللإجابة على السؤال أجرى مجموعة من العلماء تجربة استعانوا فيها بصقر وحمامة وبومة داخل غرفة مجهزة بمجموعة من الميكروفونات الحساسة للغاية والمرصوصة على خط مستقيم داخل الغرفة، وعلى إرتفاع يعلو الميكروفونات طارت الطيور فوقها من جهة إلى الأخرى، وعلى عكس الحمامة والصقر اللي ضجيج طيرانهم كان عالي جداً، اتحركت البومة في همس تقريباً وبالكاد سجلت الميكروفونات أي صوت يذكر، طيب ايه وجه الاختلاف بين الـ ٣ طيور؟، الفكرة ان الصوت بيظهر مع حركة الهواء، وكل ما زادت الحركة كل ما زاد الصوت، والجسم الكبير نسبياً للحمامة مع جناحاتها الصغيرة بيترتب عليه احتياجها للرفرفة المستمرة للحفاظ على ارتفاعها في الهواء وبالتالي بيصدر عنها ضجيج عالي، والصقر بيمتاز بجناحات كبيرة بيستخدمها للرفرفة بقوة لبناء سرعته والإنقضاض على فرائسه، أما البومة مع جسمها الصغير وجناحاتها الكبيرة بتخليها ترتفع في الهواء بمنتهى السهولة، ورفرفة واحدة رقيقة منها بتسمحلها تطير في السماء بمنتهى اليسر، وده بخلاف تصميم ريشها الخفيف واللي بيضم ألياف وتقسيمات صغيرة جداً بتفصل تدفق الهواء من خلال الأجنحة وبتقلل الصوت الناتج عن مقاومة الهواء.
التمويه.
_____________________________________________________________________________
ينتشر البوم في كل أنحاء العالم تقريباً مع أكتر من ٢٠٠ نوع، ودايماً بيقدر انه يتأقلم مع البيئة المحيطة بيه ويندمج فيها ويستخدمها لصالحه،وأسلوب التمويه عند البومة بيجعلها أحياناً غير مرئية بالمرة حتى وهي قدام عنيك، وده بسبب قدرتها على اختيار المواقع والأشجار اللي بتتناسب مع شكلها وألوان ريشها وتتمركز فيها في سكون تام مشابه لصمت انقضاضها على فرائسها، والبومة الثلجية على سبيل المثال من الصعب جداً انك تاخد بالك منها في الشتاء، وبومة الخشب المنقط mottled wood owl بظلال ألوانها المنقطة من أسود وبني أقرب في لونه للأشجار اللي بتندمج فيها وكأنها غير مرئية بالمرة وتحديد لو بصيت عليها من الخلف، وعادة ما تكون العلامة الوحيدة اللي بتكشف البومة هي عيونها بألوانها الزاهية أو الأصوات اللي بتعملها، واللي على عكس الشائع بين الناس عن البوم، فمش كل أنواع البوم بيصيح الصياح المشهور عنه “هوو هوو”، فــبوم الحظائر بيصدر أصوات هسيس، بومة الصياح الشرقي eastern screech-owl بتعمل صوت شبيه لصهيل الحصان.
الرؤية الثنائية للبومه.
______________________________________________________________________________
وجه البومة العريض وعيونها الواسعة بتمنحها مجال رؤية ثنائي أو مزدوج بصورة أوسع، والرؤية الثنائية هي الرؤية اللي بتشترك فيها العينان برؤية جسم محدد في نفس الوقت وبتزيد من مستوى تركيزك عليه، وده معناه ان البومة بتشوف الأشياء بصورة ثلاثية الأبعاد (طول وعرض وعمق)، وتقدر تحكم على المسافات بشكل مشابه للإنسان، ومن إجمالي ١١٠ درجة هي الحد الأقصى تقريباً لمجال رؤية البومة، ٧٠ درجة منهم بيمثلوا مجال رؤية مزدوج، وبالمقارنة فمجال رؤية الإنسان بيغطي ١٨٠ درجة، منهم ١٤٠ درجة بمجال رؤية مزودج وعلى أطرافه مجالي رؤية أحاديين بتشوف فيه بعين واحدة بس.
صديقة الفلاح.
_________________________________________________________________________________
بتشتهر بومة الحظائر بوجهها المميز جداً واللي على شكل قلب، وبالرغم من انها واحدة من الفصائل واسعة الإنتشار إلا انها غير موجودة تقريباً في الصحراء الكبرى بأفريقيا وجزء كبير من أسيا وشمال أمريكا الشمالية،وبتستطيع بومة الحظائر بسيقانها الطويلة ومخالبها القوية بخلاف مهارات البوم في الصيد، انها تصطاد سنوياً على ما يصل لـ ١٠٠٠ فأر ، ده غير القوارض والحشرات، والأمر ده بيجعلها صديق مُرحب به لكافة الفلاحين، لدرجة ان في بعض المناطق الأوروبية بيشجعوا بوم الحظائر على المكوث في حظائرهم عن طريق دعوتهم من خلال وضع صناديق خاصة يستطيع البوم عمل أعشاشه والإقامة فيها.
تعليقات: 0